أعلنت الإعلامية البريطانية الشهيرة وآيقونة الموضة آنا وينتور استقالتها من منصب رئيسة تحرير النسخة الأميركية من مجلة Vogue، وهو المنصب الذي شغلته منذ عام 1988. وقد كشفت مجلة Daily Front Row المتخصصة في أخبار الموضة عن هذه الاستقالة المفاجئة، مؤكدة في الوقت ذاته أن وينتور ستواصل مهامها كـ”مديرة المحتوى العالمية” للنسخة الدولية من المجلة.
انضمّت آنا وينتور، المولودة في لندن عام 1949، إلى “فوغ” الأميركية في أواخر الثمانينات، وسرعان ما أحدثت ثورة في عالم المجلات المتخصصة، إذ حولت “فوغ” إلى واحدة من أكثر المطبوعات تأثيراً وانتشاراً في مجال الموضة. في عددها الأول، طرحت قضية “الكلفة الحقيقية للأناقة”، وهو ما اعتُبر خطوة جريئة زعزعت تقاليد الإعلام المختص بالموضة، لتُحدث نقلة نوعية بفتحها صفحات المجلة أمام المشاهير، جامعة بذلك بين عالمي الموضة والترفيه.
شكل نجاحها مصدر إلهام لهوليوود، حيث استُلهمت شخصيتها لتكون محور فيلم The Devil Wears Prada (2006)، من بطولة ميريل ستريب، والمقتبس عن رواية صدرت عام 2003. وقد عزّز هذا الفيلم من صورة آنا كرمز للموضة، حتى تم تحويله لاحقاً إلى عرض مسرحي موسيقي في كل من شيكاغو ولندن.
تنحدر آنا من عائلة عريقة في الصحافة، فهي الابنة الكبرى للصحفي البريطاني المعروف تشارلز وينتور. تركت مقاعد الدراسة مبكراً لتتفرغ لعالم الموضة، وبدأت مسيرتها في التحرير متنقلة بين لندن ونيويورك، حتى تولّت رئاسة تحرير عدة مجلات موضة مرموقة.
في عام 1984، تزوجت من الطبيب النفسي الجنوب أفريقي ديفيد شافير، وبعدها بعامين عادت إلى لندن لتتولى رئاسة تحرير “فوغ” البريطانية، حيث قفزت أرباح المجلة الشهرية إلى أكثر من 200 ألف دولار، قبل أن تنتقل مجدداً إلى نيويورك وتتسلم رئاسة تحرير النسخة الأميركية من “فوغ”.
اشتهرت آنا وينتور بأسلوبها الخاص والمميز: النظارات الشمسية الداكنة، تسريحة الكاريه القصيرة، الكعب العالي، وسلوكها الجاد والحازم. لم تكن مجرد رئيسة تحرير، بل كانت صانعة توجهات وأيقونة ألهمت جيلاً من المصممين مثل ألكساندر ماكوين ومارك جاكوبس، ورسّخت مكانتها كواحدة من أبرز الشخصيات في صناعة الموضة العالمية.