ظفرت الكاتبة الجزائرية نصيرة بلولة، بجائزة التميز 2022 التي تمنحها مؤسسة مستقبل مونتريال في القسم الفني؛ تقديرا لمساهمتها الفنية المتميزة. وتعتمد هذه الجائزة السنوية التي عرفت النور عام 2002، على التقدير العام للعمل الشخصي لكل فنان، وتأثيره على الأفراد والمجتمع. كما تهدف إلى تشجيع المواهب التي تخرج عن المألوف، من خلال أصالتها، ووفرة أفكارها في خدمة تقدم الإنسان، وتطور المجتمع
للإشارة، وُلدت نصيرة بلولة عام 1961، وهي روائية وشاعرة وقاصة وكاتبة مقالات. عملت صحفية من 1993 إلى 2010، قبل أن تستقر في كندا؛ حيث التحقت عام 2012 بجامعة مونتريال لمتابعة دراساتها في التاريخ، وفي الأدب المقارن. وتم الكشف عن حياتها المهنية كمؤلفة في عام 1988، من خلال مجموعة الشعر “أبواب الشمس” التي تُرجمت الى اللغة الإنجليزية، قبل توقيع روايتها الأولى عام 2003 بعنوان “انتقام ماي”، ومن ثم نصها الشهير “متمردة في كل مكان”. كما نشرت عام 2005 نصا متميزا بعنوان “حوارات في الجزائر، خمسة عشر كاتبا يكشفون عن أنفسهم”، والعديد من الأعمال الأخرى بما في ذلك “جمينة” (2008)، و”60 عاما من الكتابة النسائية في الجزائر” (2009)، بالإضافة إلى مشاركتها في بعض الكتب الجماعية، من بينها “أشجار زرقاء، خيال الغرقى” عام 2008، و”تامزغا فرنكفونية للنساء” عام 2009.
ولبلولة أيضا مؤلفات أخرى، وهي رواية “أرض النساء” عام 2014، ورواية “أحبوا ماريا” عام 2019، ونصوص ودراسات من بينها “الجزائر، قتل الأبرياء” عام 2000، و”الجزائريات الجميلات، بوح للكاتبات” عام 2005. كما تُعد عضوا مؤسسا للمجلة الأدبية “لوفريسك”. كما كانت عضوا مؤسسا في المجلس التنفيذي لمؤسسة حقوق الإنسان الجزائرية للأطفال والمراهقين (1993 – 1998). وعملت لفترتين عضوا في اللجنة الجزائرية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
وقد نالت نصيرة بلولة العديد من الجوائز نظير اهتمامها بالكتابة عن قضايا المرأة، بما في ذلك الثقافية، والدينية، والتعليم، والعلاقات الاجتماعية، والتقاليد، والحبس والعنف، من بينها جائزة المرأة العربية (2010)، وجائزة تشارلز غانيون (2019)، وكلاهما حصلت عليه في كندا، و”جائزة كاتب ياسين الدولية” عن روايتها “أرض النساء”(2014)، والتي ترجمت إلى اللغات الإيطالية والإسبانية والأمازيغية.
وتملك الكاتبة الجزائرية نصيرة بلولة أسلوبا مميزا لإيصال كلماتها إلى القارئ. وموهبة فذة في المزج بين عالم ساحر من جهة، وقاس من جهة أخرى، مؤكدة قدرة الكاتب الجزائري الذي يكتب باللغة الفرنسية، على إيصال جزائريته أينما أراد، مثل ما كان الأمر مع آسيا جبار، ومحمد ديب، وهكذا فإن لغة موليار وإن كانت لغة المستعمر، فإنها حينما تمتزج بالروح الجزائرية، تقدم أعمالا في القمة، منطلقة من المحلية، نحو العالمية