هند صبري في مرمى الجدل بعد دعمها “قافلة الصمود”: بين حملات التخوين ورسائل الانتماء

 

أثارت الفنانة التونسية المصرية هند صبري موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد نشرها منشورًا عبر حسابها الرسمي على “إنستغرام” تدعم فيه قافلة الصمود المغاربية، التي انطلقت من تونس مرورًا بليبيا ثم مصر، بهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة وتقديم مساعدات إنسانية وطبية لأهالي القطاع المحاصر.

المنشور، الذي اعتبره كثيرون موقفًا إنسانيًا، لاقى ترحيبًا واسعًا في بلدان المغرب العربي والعالم العربي، لكنه أثار حفيظة بعض الأصوات في مصر، خاصة في ظل تعقيدات الموقف المصري الرسمي بشأن معبر رفح والوضع في غزة. وبلغ الجدل ذروته عندما طالب البعض، عبر حملات إلكترونية، بسحب الجنسية المصرية من الفنانة وترحيلها من البلاد، متهمين إياها بـ”التطاول على السيادة المصرية”.

هجوم وانتقادات… وطلب للترحيل

من أبرز الأصوات التي هاجمت هند صبري بشدة كان أشرف صبري، والد الفنانة المصرية ياسمين صبري (رغم عدم وجود صلة قرابة بينهما). وقد نشر عبر صفحته تعليقًا لاذعًا قال فيه:

“تخيلوا أن ممثلة تونسية اشتهرت في مصر تدعم قافلة ضد موقف الشعب المصري وحكومته. هؤلاء هم الأشخاص الذين نرفعهم، بينما لا يحترمون آراء المصريين”، مطالبًا بإبعادها من مصر وفصلها من نقابة الممثلين.

وصف الهجوم تصرف الفنانة بـ”جحود واضح” تجاه الدولة المصرية التي احتضنتها فنيًا، وفتح لها المجال للنجاح والانتشار، معتبرًا أن ما فعلته يُعد إخلالًا بما أسماه “الاحترام الواجب” لمصر.

صمت هند صبري… ورسائل انتماء

ورغم التصعيد، التزمت الفنانة هند صبري الصمت، ولم تُصدر أي بيان رسمي للرد على الانتقادات أو الدفاع عن موقفها. هذا الصمت فُسّر من قبل البعض بأنه تجاهل متعمد لحملة التشويه، بينما رأى فيه آخرون موقفًا ناضجًا يتجاوز الردود الانفعالية.

غير أن صمتها لم يدم طويلًا، إذ اختارت الرد بطريقة رمزية، عبر نشر رسالة احتفاء بذكرى ثورة 30 يونيو على حسابها في “إنستغرام”، حيث كتبت في خاصية القصص (ستوري):

“30 يونيو كان محطة فارقة في تاريخ مصر الحديث، عبر فيها الشعب المصري عن رؤيته لمسار الوطن ومستقبله. ذكرى تدعونا للتأمل في قيمة الوعي، ودور كل فرد في بناء مجتمع مستقر ومتوازن. كل عام ومصر حرة، قوية وآمنة.”

رسالة فسّرها البعض على أنها محاولة لتأكيد انتمائها المصري، وإعادة التوازن في صورتها لدى الجمهور المحلي، وربما “طمأنة” للجهات الرسمية بعد موجة الغضب.

دعم فني واسع

عدد من الفنانين والمبدعين في العالم العربي دافعوا عن هند صبري، مؤكدين أن دعمها لقافلة إنسانية لا يتعارض مع الانتماء لمصر، بل يعكس التزامًا أخلاقيًا تجاه معاناة شعب محاصر. من بين هؤلاء الفنان مدحت العدل، المخرجة كاملة أبو ذكري، الفنانة هالة صدقي، والفنان صابر الرباعي، الذين أشاروا إلى أن مواقف هند لطالما كانت داعمة للقضية الفلسطينية، كما أنها عبرت مرارًا عن حبها العميق لمصر.

من هي هند صبري؟

هند محمد المولدي الصابري، الشهيرة بـ”هند صبري”، من مواليد 1979 في تونس. بدأت مشوارها الفني مبكرًا عبر أفلام تونسية مثل “صمت القصور” و*”موسم الرجال”*، ثم انتقلت إلى مصر في بدايات الألفينات، حيث لمع نجمها بشكل كبير بعد فيلم “مذكرات مراهقة” (2001) مع المخرجة إيناس الدغيدي.

حاصلة على درجة الماجستير في حقوق الملكية الفكرية، وتعمل أيضًا كمحامية ومنتجة ورائدة أعمال. تزوجت من رجل الأعمال المصري أحمد الشريف، ولها ابنتان: علياء وليلى.

من أبرز أعمالها السينمائية: “الجزيرة 1 و2″، “إبراهيم الأبيض”، “الممر”، “الفيل الأزرق 2″، “ملك وكتابة”، “عمارة يعقوبيان”، “عايز حقي”، و”أحلى الأوقات”. أما في الدراما، فقد تألقت في مسلسلات شهيرة مثل “عايزة أتجوز” و*”إمبراطورية مين؟”*، وشاركت مؤخرًا في “البحث عن علاء” بجزأيه، وفيلم “بنات ألفة” (2023).

 

Related posts

ليلى شنتوف في لقاء مع وزير الطاقة: من المهجر إلى خدمة التنمية المستدامة بالجزائر

زياد الرحباني… رحيل العبقري المتمرّد وصوت جيل بأكمله

الإفراج عن جورج إبراهيم عبدالله بعد أربعة عقود في السجون الفرنسية

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Read More