بغداد- نساء
خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبينما كانت البلاد تمر بموجة حر من الأشد في تاريخها تزامنت مع انقطاع للتيار الكهربائي لساعات طويلة وانخفاض في مستوى مياه نهري دجلة والفرات، انشغل جزء كبير من العراقيين بنقاش غير
معتاد، على الأقل بشكل واسع، بخصوص الهوية الجندرية والنوع الاجتماعي حيث ظهر فيديو تبين لاحقا إنه يعود لعامين، تحدث فيه زعيم تيار الحكمة، ورجل الدين، عمار الحكيم، عن ضرورة إشاعة “ثقافة الجندر” ودعمها. وأشعل الفيديو هجوما واسع النطاق على الحكيم، يندر أن تتعرض له شخصية دينية في العراق، مما دفع السيد الحكيم إلى نشر تغريدة ينفي فيها أنه “يدعو بين الجنسين.”” لتذويب الفوارق
يقسمه الموقع في القاموس كمصطلح Genderism على أنه كلمة “التقسيم الثنائي للنوع الإنساني إلى جنسين فقط، وأن “جندر” الشخص يحدد من الولادة وأن التعبير الجندري يحدد وفقا للجندر المُعلن لدى ولادته” كان ذكرا أو أنثى.
أنثى. ويفسر موقع الأمم المتحدة “الجندر” على أنه “الأنماط السلوكية الاجتماعية” – التي يصنف المجتمع على أساسها الفرد بكونه رجلا أو أنثى، ويتعامل معه على هذا الأساس
في موقع مؤسسة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين ودعم النساء Genderويعرف بأنه وصف “السمات والفرص الاجتماعية المرتبطة بكون الفرد ذكرا أو أنثى، وبميكانيكيات العلاقة بين النساء والرجال والفتيات والفتيان، وهو ما يصطلح على تسميته بالنوع الاجتماعي.
وتكون هذه الصفات وهذه الفرص والعلاقات مبنية اجتماعيا ويتم تعلمها متوقع مسموح به وقيّم لدى المرأة أو الرجل في سياق معين”. “مما هو أي أن الجندر هو مصطلح لوصف “النظام الذي يحدد حقوق الأفراد وواجباتهم
وتواصلهم بين بعضهم البعض وفقا لجنسهم.” وفي الحقيقة، تنتقد الأمم المتحدة “الجندرية” باعتباره “نظاما هرميا تنتج عنه أوجه عدم مساواة تساهم في تعزيز انعدام المساواة في مواضيع اجتماعية واقتصادية أخرى”، ولكونه “يتقاطع مع عوامل التمييز الأخرى مثل العرق والوضع الاجتماعي وغيرها.”
ويشير موقع الأمم المتحدة إلى أن الفرق الأساسي بين “النوع الاجتماعي (الجندر)” و”النوع الجنسي (الجنس)” هو أن الجنس يشير إلى الخصائص البيولوجية الذكرية أو الأنثوية، بينما يشير النوع الاجتماعي إلى “توقعات المجتمع” من الفرد، وفقا لجنسه، والتي ” تتباين بين مجتمع وآخر”.
رجال دين عراقيين بارزين للجندر انتقادات
حذر رجال الدين العراقيين من استخدام “مصطلح الجندر”، كما حذروا من تداعياته على “المجتمع والأسرة العراقيين.” كما نشر بعضهم فيديوهات مقتطعة من كلام مسؤولين عراقيين يتحدثون عن النوع الاجتماعي، في سياق المساواة وتمكين المرأة بصفة عامة، منتقدين استخدام المصطلح.
ضعف ثقافة الجندر عند المثقفين
وقال خبراء إن النقاش العراقي بجزء كبير منه “يقوم على فهم خاطئ” للمصطلحات، وقد يكون “نتيجة الصراعات السياسية التي تعتمد على تسقيط الخصوم من خلال إثارة الرأي العام.”

تقول الباحثة الاجتماعية العراقية، رند الفارس، لموقع “الحرة” إن هناك خلطا بين “النوع الاجتماعي” والتمييز القائم على النوع الاجتماعي، وموضوع مختلف آخر هو “الهوية الجنسية”، والتي تعني “التجربة الشخصية العميقة”
للفرد، والتي “قد تتوافق أو لا تتوافق مع جنسه البيولوجي” أو جنسه المحدد عند الولادة.
ويثير هذا الخلط، وفقا للفارس، سوء فهم يهدد الباحثين والناشطين المطالبين بالمساواة بين الجنسين، الذين يستخدمون مصطلح “الجندر” بتعريفه العلمي، لتسليط الضوء على القيود الاجتماعية التي تعيق تنمية الأفراد من النساء والرجال.
ووفقا للباحثة الفارس دائما فإن هذا البيان “يمثل جانبا من سوء الفهم الواضح للمصطلح” الذي يستخدم للتعبير عن تصنيفات اجتماعية علمية بعيدة عن الفهم الشائع حاليا.”
حضانة الأطفال والإعالة، واجتماعية، مثل تركيبة الأسرة وديناميكيتها، بل وحتى إدارية، حيث أثبتت البحوث أن النساء والرجال يتلقون معاملة مختلفة عند مراجعة دوائر الدولة.”.
وتحذر الفارس من أن “شيطنة” مصطلح النوع الاجتماعي أو الجندر بهذه الطريقة قد تؤدي إلى عرقلة التقدم الذي حققه العراق، ولو كان نسبيا، على طريق تحقيق المساواة بين الرجال والنساء”.
المصدر : الحرة