الرئيسية مؤثرات نساء.. خلدهن الشعراء بشعرهم.. فهل يصدق الشعراء..؟

نساء.. خلدهن الشعراء بشعرهم.. فهل يصدق الشعراء..؟

الكاتب قسم التحرير
2 دقائق قراءة

ينقل إلينا الكاتب الإعلامي شوقي نصار قصة رائعة عن غرام الشاعر الكبير نزار قباني:
كان الشاعر نزار قباني يلقى قصيدته في إحدى القاعات التي ضمت مهرجاناً شعرياً في بغداد عام 1962م فوقع بصره وهو يشدو بقصيدته، على فتاة عراقية في العشرينات، شديدة الجمال، مليحة القوام، تلاقت أبصارهما مرات ومرات فوقعت في قلبه، فهام بها، سأل عنها، فعلم أنها بلقيس الراوي، تعيش في منطقة ” الأعظمية” في بيت أنيق، يطل على نهر دجلة، فتقدم
لخطبتها من أبيها، ولأن العرب لا يزوجون من تغزل في ابنتهم، لم يوافق، فعاد نزار حزيناً إلى أسبانيا حيث كان يعمل في السفارة السورية آنذاك.
ظلت صورة بلقيس تداعب خياله ولا تغرب عن باله، لكنه ظل يتبادل معها الرسائل في غفلة من الوالد،بعد سبع سنوات عاد إلى العراق ليشارك في” المربد الشعري” وألقى قصيدة أثارت شجون الحضور، وعلموا أنه يحكى فيها قصة حب عميقة، فتعاطف معه الشعب العراقي بأسره..


كان يقول في قصيدته:
مرحباً يا عراقُ، جئت أغنيك
وبعـضٌ من الغنـاء بكـاءُ
مرحباً، مرحباً.. أتعرف وجهاً
حفـرته الأيـام والأنـواءُ؟
أكل الحب من حشاشة قلبي
والبقايا تقاسمتـها النسـاء
كل أحبابي القدامى نسـوني
لا نوار تجيـب أو عفـراءُ
فالشفـاه المطيبـات رمادٌ
وخيام الهوى رماها الـهواءُ
سكن الحزن كالعصافير قلبي
فالأسى خمرةٌ وقلبي الإنـاءُ
أنا جرحٌ يمشي على قدميه
وخيـولي قد هدها الإعياءُ
فجراح الحسين بعض جراحي
وبصدري من الأسى كربلاءُ
وأنا الحزن من زمانٍ صديقي
وقليـلٌ في عصرنا الأصدقاءُ
كيف أحبابنا على ضفة النهر
وكيف البسـاط والنـدماءُ؟
كان عندي هـنا أميرة حبٍ
ثم ضاعت أميرتي الحسـناءُ
أين وجهٌ في الأعظمية حلوٌ
لو رأته تغار منه السـماءُ؟


نقلت القصة إلى الرئيس العراقي أحمد حسن البكر، فتأثر بها فبعث بوزير الشباب الشاعر” شفيق الكمالي” ووكيل
وزارة الخارجية، والشاعر “شاذل طاقة”، ليخطباها لنزار من أبيها، عندها وافق والدها فتزوجا عام 1969 ليعيشا أجمل
أيام حياتهم.
بعد عشر سنوات من الزواج والترحال قال فيها قصيدة غناها كاظم الساهر مطلعها:

أشهدُ أن لا امرأة
أتقنت اللعبة إلا أنتِ
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنتِ..

اغتيال سعادة نزار قباني..؟

ما أن أشرق عام 1981م، وبعد أن استقر بنزار وزوجته المقام في بيروت، حيث كانت بلقيس تعمل في السفارة العراقية،
حتى كان الخامس عشر من الشهر الأخير من عام 1981 ودعها نزار لتذهب إلى عملها وتصافحا فتعانقا فتفارقا، فذهبت
إلى عملها وذهب نزار إلى مكتبه بشارع الحمراء، وبعد أن احتسى قهوته سمع صوت انفجار زلزله من رأسه إلى أخمص
قدميه، فنطق دون شعور، قائلاً: يا ساتر يا ربي..؟ وما هي إلا دقائق حتى جاءه الخبر ينعى له محبوبته التي قتلت في
العملية ومعها 61 من الضحايا، فكتب فيها قصيدة رثاء لم يكتب أطول منها في حياته، ولا أجمل منها في مسيرته الشعرية
هذه قصة الحب والإرهاب، إنها قصة تؤكد أنه ليس للإرهاب قلب، وليس له مبدأ، وليس له إيمان، وهذا جزء صغير من
قصيدة “بلقيس”

شكراً لكم..
شكراً لكم..
فحبيبتي قتلت.. وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت..
وهل من أمـةٍ في الأرض..

إلا نحن – نغتال القصيدة
بلقيس
كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس..
كانت أطول النخلات في أرض العراق
كانت إذا تمشي..
ترافقها طواويسٌ..

وتتبعها أيائل..
بلقيس .. يا وجعي
ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل
هل يا ترى..
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟
يا نينوى الخضراء..
يا غجريتي الشقراء..
يا أمواج دجلة..
تلبس في الربيع بساقها
أحلى الخلاخل..
قتلوك يا بلقيس..
أية أمةٍ عربيةٍ
تلك التي
تغتال أصوات البلابل؟

مقالات ذات صلة

اضافة تعليق

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy

Adblock تم اكتشاف مانع الإعلانات

يرجى دعمنا عن طريق تعطيل إضافة AdBlocker في متصفحك لموقعنا.