انتقلت إلى رحمة الله فجر الخميس، الإعلامية والمنتجة بالقناة الإذاعية الأولى، والمديرة العامة للقناة الثقافية، عن عمر ناهز 69 سنة، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.. كانت فاطمة إحدى الأصوات الإذاعية الجزائرية البارزة، حيث تركت بصمتها واضحة في مجال التنشيط والإنتاج الإعلامي.
عرفتها في الجامعة المركزية، في كلية الآداب، وقد انخرطنا وقتها في سلك تحضير رسالة الماجستير، من خلال هواية البحث عن صورة المرأة في أعماق الثقافة الشعبية الجزائرية.. كان قد سيق لي وأن تعرفت على فاطمة بصورة خاطفة، في مجلة الجزائرية في سنوات الثمانينات، لكنني تعرفت عليها أكثر في الإذاعة الوطنية، وأعجبت بتميزها الثقافي، وبدماثة أخلاقها ورقي معاملاتها وكفاءتها التسييرية العالية، وخصوصا بعد أن تعرفت عليها عن قرب، عندما طلبت مني تنشيط حصة إذاعية بالقناة الثقافية حول المرأة سميناها / نادي حواء/ .
كانت فاطمة وعلى مدار أكثر من 34 سنة من العطاء، امرأة مرحة، شجاعة مفعمة بالنشاط والحيوية مما أضفى على برامجها الإذاعية علاقة إنسانية فريدة بالمستمعين، غنية بالحوار الإنساني والثراء الثقافي النابع من التراث الجزائري الذي نهلت منه أسريا وشعبيا وتعلمته جامعيا، مما أعطي لالتزامها العميق وجهودها في الترويج للموروث الثقافي الوطني بعدا وطنيا وأخلاقيا وإنسانيا لا حدود له..
تجلى تألق الراحلة وطنيا وعربيا من خلال العديد من البرامج والحصص التي أعدّتها وقدّمتها بتفانٍ وإخلاص، ومن أهمها: “أيام وأنغام”و”في رحاب الطرب”، حاورت فيها أسماء لامعة في عالم الثقافة والفن الجزائري والعربي على السواء، سافرت وتنقلت من أجل جلب المعلومة إلى مناطق كثيرة وطنية وعربية، ما عزز من مكانتها الإعلامية المتميزة، وتوجها بمواصفات إنسانية فريدة، أفردت لها تأثيرا كبيرا في المشهد الإذاعي الوطني، ورسخت خصالها في الميدان الإعلامي فكانت فعلا اسما على مسمى..؟
وأنا إذ أبكيك بحرقة وألم صديقتي العزيزة، فإني أدعو الله العزيز الكريم، وفي هذا الشهر العظيم أن يتولاك برحمته وغفرانه، إنا لله وإنا إليه راجعون.
الإذاعية والإعلامية فاطمة ولد خصال في ذمة الله
71
المقالات السابقة