يويورك – في واحدة من أكثر المداخلات تأثيرًا في جلسات مجلس الأمن الأخيرة، صرخ صوت الجزائر مجددًا من أجل فلسطين، حيث ألقى السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، مداخلة مدوية يوم الأربعاء 28 ماي 2025، أثارت مشاعر الحزن والغضب في آن واحد، وعبّرت عن عمق المأساة الإنسانية التي تعيشها غزة تحت نيران الاحتلال.
أمام ممثلي العالم، سرد بن جامع قصة الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار التي فقدت تسعة من أطفالها في لحظة واحدة، بينما كانت تقوم بواجبها الإنساني في مستشفى ناصر. “لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا فلسطينيين”، قال السفير بصوت متأثر، متسائلًا كيف يمكن للعالم أن يصمت أمام مأساة بهذا الحجم.
ولم يقتصر حديثه على الجانب الإنساني، بل كشف بالأرقام عن حجم الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي: أكثر من 900 عائلة فلسطينية أُبيدت بالكامل من السجل المدني، و66% من البنية التحتية لغزة دُمّرت، في مشهد وصفه بأنه “أقرب إلى نهاية العالم”.
السفير الجزائري طالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، مؤكدًا أن استمرار صمته إزاء الجرائم المرتكبة ضد الأطفال في غزة يُفقده ما تبقى من مصداقيته. وشدد على ضرورة إنهاء الاحتلال ورفع الحصار وفتح ممرات إنسانية فورية لإنقاذ ما تبقى من حياة في القطاع المحاصر.
مداخلة بن جامع لم تكن مجرد خطاب رسمي، بل كانت صرخة ضمير باسم كل طفل فلسطيني، ورسالة واضحة بأن الجزائر، حكومة وشعبًا، ستبقى صوت فلسطين العالي في كل المحافل الدولية.
