في تطور دراماتيكي قد يعيد رسم خريطة التوترات في الشرق الأوسط، شنّت إسرائيل ضربة جوية داخل الأراضي الإيرانية ليلة الخميس – الجمعة 13 يونيو 2025، في ما وصفته مصادر أمنية بأنه رد محتمل على فشل المحادثات النووية الأخيرة التي استضافتها سلطنة عُمان.
بحسب موقع Axios الإخباري الأمريكي، فإن الطيران الإسرائيلي استهدف مواقع محددة داخل إيران لم يُكشف بعد عن طبيعتها بدقة، فيما تحدثت تقارير أولية عن دوي انفجارات سُمعت في العاصمة طهران ومحيطها، دون صدور تعليق رسمي مباشر من السلطات الإيرانية حتى صباح اليوم.
تحذيرات سابقة وتصعيد متوقع
وكانت عدة تقارير استخباراتية أمريكية قد أشارت في الأيام الماضية إلى استعدادات إسرائيلية متقدمة لتوجيه ضربة إلى إيران، في حال رفض طهران المقترح الأمريكي الجديد بشأن ملفها النووي. وأعلنت إسرائيل لاحقًا رفع حالة التأهب داخل مؤسساتها الأمنية والعسكرية.
من جهتها، أكدت واشنطن أنها لم تشارك بشكل مباشر في العملية، لكنها أبلغت حلفاءها بتحركات محتملة في المنطقة. كما أُفيد بأن زيارة كانت مقررة لقائد القيادة المركزية الأمريكية إلى إسرائيل قد تمّ إلغاؤها “لمنع تفسيرها على أنها دعم مباشر للهجوم”، وفق ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
ردود فعل دولية متباينة
وفي الوقت الذي التزمت فيه طهران الصمت الرسمي، استنكرت موسكو وبكين – بحسب ما تداولته مصادر إعلامية روسية – ما اعتبرتاه “انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة ذات عضوية في الأمم المتحدة”، ودعتا إلى ضبط النفس وتفادي الانزلاق إلى مواجهة أوسع.
من ناحية أخرى، رحّب بعض المسؤولين الإسرائيليين بما وصفوه بـ”التحرك الوقائي الضروري”، في حين دعت أطراف أوروبية، من بينها فرنسا وألمانيا، إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي لمناقشة “تدهور الأوضاع في الخليج”.
يأتي هذا الهجوم في وقت شديد الحساسية، حيث تشهد المنطقة توترات غير مسبوقة تشمل العراق وسوريا ولبنان، مع وجود قوات أمريكية وقواعد عسكرية غربية في محيط الخليج.
ويخشى مراقبون من أن تؤدي الضربة إلى رد إيراني مباشر أو عبر حلفاء إقليميين مثل “حزب الله” في لبنان أو “الحشد الشعبي” في العراق، ما قد يشعل موجة جديدة من الصراع المسلح تتجاوز حدود الضربة الأولى.
تبقى تفاصيل الضربة محدودة في هذه اللحظات، بينما يترقب العالم ما إذا كانت هذه الضربة ستبقى “عملية محدودة الأهداف” أم ستكون الشرارة الأولى لانفجار إقليمي واسع النطاق. وفي انتظار رد إيران الرسمي، يبقى باب التصعيد مفتوحًا على جميع الاحتمالات.