الرئيسية Uncategorizedافتتاحية بين شريعة الدين والسياسة.

بين شريعة الدين والسياسة.

الكاتب قسم التحرير
2 دقائق قراءة

بقلم نفيسة لحرش 

ونحن نحتفل بعيد استقلال الجزائر الثالث والستين بكل فخر واعتزاز وبما يرمز إليه من نضال وتضحية وصمود، لا يمكننا وبنفس تلك الأنفة، أن ننسى تحية شهداء هذه الحرية وهذا النضال، تلك الأسطورة التي لم تفرق بين أفراد الشعب الجزائري عمرا، جنسا، عرقا أو جهة.. ونحن، من هذا المنطلق، لا يمكننا أيضا ان نكون متناقضين مع أنفسنا لنغمض أعيننا ونكتم أحاسيسنا عن نضالات وتضحيات شعوب العالم الأخرى التي تناضل من أجل تحقيق نفس المبدأ، وهو التضحية من أجل الحرية والإستقلال

يرى البعض، طبعا من محتكري السياسة في العالم، أن الحرية، لا يمكن أن تعطى لكل الشعوب ولا أن يتمتع بها كل الناس، بدليل تصنيفهم لشعوب العالم حسب مصطلحاتهم للديموقراطية وللإنسانية الغربية، كأن يعتبر الفلسطينيون” فتحستان أو حمستان” دون أي اعتراض على التسمية من الذين ينتمون للجامعة العربية، الذين باركوا اتفاقيات” أوسلو” يوما ما.. ولا من حاملي شعار الديموقراطية والإنسانية في العالم،  بل بالعكس، ها هم  اليوم لا يتورعون عن الجلوس مع من كانوا يطلقون عليهم إسم الإرهابيين بل وأكثر من ذلك تنصيب أكبر مطلوب فيهم على حكم سوريا الكبيرة بتاريخها وثقافتها وصمودها، فهل اقتصوا بذلك من قتل وتشريد واغتصاب فتيات العراق وسوريا وغيرهما من لبنانيين وفلسطينيين إلخ.. طبعا لا، فمخطط الإنتقام في سياسة الشرق الأوسط الجديد سيتم “بأيدنا”، بما يعني حروبا أهلية وعرقية جديدة تسهل السيطرة والتقويم، وستغرق المنطقة بدماء سخية وحلول مؤجلة..؟وهذا الموضوع بذاته ذو شجون يتجاوز وقفتنا هذه، لكنه سيبقى مصنفا كوصمة عار في تاريخ المسلمين، يتحمل مسؤوليتها تاريخيا وسياسيا حكام ومعارضون

 تصنيف الشعوب، ومحاولة تقزيم الحكام بتجريدهم من إنسانيتهم وقدراتهم، هي سياسة صهيونية نعم، لكنها غربية بجدارة وبحق الإصدار، لم تبدأ مع الوجود الإسرائيلي في المنطقة العربية، ولكنها خطت منذ تاريخ السيطرة على العالم، ففي كل مرة تستغل الخبايا المستترة كالسيطرة على المناطق الإستراتيجية وقدرات الشعوب الإقتصادية تحت غطاء سياسي أو ديني، لدرجة الإعتقاد بأنهم إنسانيون حقيقيون، يهتمون لأوضاعنا ويعملون على ترقية مجتمعاتنا، لكنهم في الواقع أناس عنصريون ولا  يستحون، يكفي أنهم يقولونها بصراحة: “إسقاط نظام الملالي”، وتصفية حزب الله وإنهاء حركة حماس وتهجير الفلسطينيين بعد قتل وتجويع فاق وصف قواميسهم الإنسانية، أما المتطرفون الإسلاميون، فيجب أن يمحووا من فلسطين، ومن على خريطة العالم، لكن يمكن التوافق معهم في سوريا والعراق، في يقدس المتطرفون اليهود الساميون، ولا عجب  في أن يتبرك بهم ويقبل أيادي رئيس حكومة الكيان، فالحاخام الإسرائيلي يبارك بدعواته وتوجيهاته للإنتقام والإنتصار على الأعداء من أصحاب الأرض، ولا أحد يضع الكيان في قائمة التطرف الديني..؟ لا تصنفهم قلنسواتهم ولا بكاؤهم عند حائط المبكى في القدس، بل يتهافت عليه المتهافتون من يهود الأرض ومن كل من يريد التقرب من الكيان من رؤساء ومسؤولي العالم، بل الأكثر غرابة هو ما تعمل سلطة الكيان على تصديره من خلال رئيس حكومتها الذي يصرح باستمرار بأنه يطبق نبوءة “أشعيا” في الحرب والسلم، ومع ذلك يسكت الغرب عن قناعة أو تواطؤ، ويطبع العرب باقتناع أو بخنوع، والنتيجة: صمت العرب والمسلمين واستسلامهم، ودعم لا متناهي من دعاة الدموقراطية، التي تعمل على حمايتهم من تهمة

التطرف الديني أو العنصرية اليهودية”، فهل يعود ذلك لعقدة الذنب التاريخية ضد اليهود في أوروبا، أم لاستيراتيجية مشتركة يتقدمها الكيان، ونحن، أين نحن من عقدة الغرب الإستعمارية ومما فعلوه معنا في التاريخ القديم والحديث..؟!

مقالات ذات صلة

اضافة تعليق

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy

Adblock تم اكتشاف مانع الإعلانات

يرجى دعمنا عن طريق تعطيل إضافة AdBlocker في متصفحك لموقعنا.