في خطوة تصعيدية خطيرة، شهد الكنيست الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، اجتماعا علنيا ضمّ عددا من قادة اليمين المتطرف الذين دعوا إلى ترحيل سكان قطاع غزة بالكامل، وتحويله إلى ما وصفوه بـ”تل أبيب جديدة”. يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التصريحات العلنية لمسؤولين إسرائيليين بارزين عن نواياهم بطرد الفلسطينيين من القطاع، معتبرين أن التهجير الجماعي يمثل “الخيار الأمثل” في مرحلة ما بعد الحرب.
كما صوت الكنيست بأغلبية لصالح مقترح ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، ما يؤشر إلى توجه استراتيجي لتوسيع المشروع الاستيطاني وفرض وقائع جديدة على الأرض، على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة.
رفض إسرائيلي لبيان دولي… وترحيب من “حماس”
وردا على بيان مشترك أصدرته 25 دولة – من بينها بريطانيا وفرنسا – دعا إلى وقف الحرب على غزة، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضها القاطع لمضمونه. في المقابل، رحبت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالبيان، واعتبرته اعترافًا دوليًا صريحًا بحجم الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة بحق المدنيين في غزة، مطالبة الدول الموقعة بترجمة مواقفها إلى خطوات عملية لإنهاء المأساة الإنسانية في القطاع.
البيان – الذي صدر يوم الاثنين – دعا إسرائيل إلى رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية فورًا، وحذر من أن مقترحات نقل السكان الفلسطينيين إلى “مدن إنسانية” موقتة أو دائمة تشكل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني، وتعدّ غير مقبولة بأي شكل.
بيان مشترك من 26 جهة دولية
وشارك في البيان المشترك وزراء خارجية كل من: المملكة المتحدة، أستراليا، النمسا، بلجيكا، كندا، الدنمارك، إستونيا، فنلندا، فرنسا، أيسلندا، أيرلندا، إيطاليا، اليابان، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورغ، هولندا، نيوزيلندا، النرويج، بولندا، البرتغال، سلوفينيا، إسبانيا، السويد، سويسرا، إلى جانب مفوض الاتحاد الأوروبي للمساواة وإدارة الأزمات.
وأكد الموقعون على ضرورة حماية المدنيين والالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني، مشددين على أن معاناة سكان غزة بلغت مستويات كارثية غير مسبوقة، وأن سياسات الحكومة الإسرائيلية في توزيع المساعدات تساهم في زعزعة الاستقرار وتؤدي إلى مزيد من الإذلال للشعب الفلسطيني.
غوتيريس: الكارثة في غزة “لا مثيل لها”
من جهته، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، يوم الثلاثاء، الوضع في غزة بأنه “لا مثيل له في التاريخ الحديث”، محذرًا من تفشي المجاعة على نطاق واسع، خصوصًا بين الأطفال. وأضاف أن “المجاعة تطرق كل الأبواب”، مؤكدا أن الوضع الإنساني بلغ مستويات مرعبة من الجوع وسوء التغذية.
وفي هذا السياق، أفاد الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي، بوفاة 21 طفلاً خلال 72 ساعة فقط بسبب الجوع ونقص التغذية في مختلف مناطق القطاع.
ورغم أن البيان الصادر عن الدول الغربية – والتي تُعد في غالبيتها حليفة لإسرائيل – قد لا يحمل تأثيرًا سياسيًا حاسمًا، فإنه يمثل موقفًا إنسانيًا مهمًا في وجه صمت عربي رسمي وشعبي مخزٍ. ويبقى من العار أن تتحرك بعض العواصم الغربية للدفاع عن المدنيين الفلسطينيين، بينما يغيب الصوت العربي، إلا ما ندر.
تصريح غوتيريس وبيانات الدعم الدولي نُشرت يوم 20 يوليو 2025، بحسب وكالة “رويترز”.